[size=24]عروةو عفراء
اغلب حكايات الحب العفيف ؛(الحب العذري ) حدثت في القرن الاول من الاسلام
وفي البادية ، هناك حيث يمتد البصر الى ما لا نهاية ، وتتواصل السماء مع الارض في تزاوج ابدي ، تصفو الروح،وتستبين الرؤية ، ويتوق الانسان لرفيق يؤنس وحدته ، ويزيل الوحشةوالكابة من قلبه ...
في البادية التقى قيس بن الملوح ابنة عمه ليلى ، ورأى قيس بن ذريح لبنى ، وتعلق جميل ببثينة ، والتقى عروة بن حزام ابنة عمه عفراء
لقد تربى عروة في بيت عمه ، والد عفراء . لكنه كان فقيرا ومنذ الطفولة ربط الحب بين قلبي الصبيين ، فلما شب عروة عن الطوق اراد ان يتزوج حبيبته ، وصار عمه برغبته . طلب الاب مهرا غاليا . ثم شجع ابن اخيه على الارتحال للبحث عن رزقه عسى ان يعود بمال وفير ، ولم يكذب عروة خبرا ، فذهب ثم عاد وجيبه عامر بالمهر وما يزيد ، الا انه وجد حبيبته ورفيقة صباه قد زفت الى رجل اخر ، وتركت البادية الى الشام حيث يعيش زوجها .....!!!!
وكما يحدث دائما للعشاق ، فلا المسافات ولا الازمنة يمكن ان تحول بينهم وبين من سكنت الفؤاد ، وهامت بها الروح . يشد عروة رحاله الى الشام ، وينزل ضيفا على عفراء ، بنت عمه . لكنه لا يلاقيها، بل يلاقي زوجها الذي يماطل في اخبار زوجته بنبأ وصول ابن عمها .
ويفكر عروة في حيلة عجيبة ، فيلقي بخاتمه في اناء اللبن ، ويبعث بالاناء الى عفراء مع احد الجواري ، وتدرك عفراء على الفور ان حبيبها قد عاد ، فتلتقيه ...
لكن اللقاء لا يطفئ لهيب الحب في قلب عروة ، فيعود الى البادية عليلا هزيلا لا ينفع في علاجه دواء طبيب ، او رقية ساحر ، ويظل يهذي باسم عفراء ، ويحادث طيفها حتى تتوفاه المنية !!
ويصل خبره الى عفراء في الشام ، فتجزع عليه اشد الجزع ، وتبكيه بحرقة ، وتمتنع عن الطعام والشراب حثى تلحق به بعد فترة وجيزة ، وتدفن في قبر بجواره . ومن القبر تنبت شجرتان غريبتان لم ير مثلهما من قبل
، (هكذا تروي الاسطورة ) ، وتظل الشجرتان تنموان حتى تلتف احداهما على الخرى ، تحقيقا لامل قديم ظل يطارد قلبين شقيا بالحب حتى ماتا .
ولعروة في وصف هذا الحب قصيدة نونية ، تعد نموذجا للقصيدة العذرية الطويلة ، ومنها قوله في وصف هزاله ونحول جسمه :
اغركما مني قميص لبسته جديد وبردايمنة زهيان
متى ترفعا عني القميص تبينا بي الضر من عفراء يا فتيان
لكي تعرفا لحما قليلا واغظما رقاقا وقلبا دائم الخفقان
على كبدي من حب عفراء قرحة وعيناي من وجد بها تكفان
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى من الناس والانعام يلتقيان
بردايمنة : ثوبان يمنيان
زهيان : مشرفان
تكفان : تفيضان بالدمع